من المعلوم أن نبات القات ارتبط بتأثيراته المنبهة والمحفزة لمستهلكيه، لدرجة يصرف عليه الأفراد أموالا طائلة من أجل اقتنائه، ويتم استهلاكه بكثافة عالية في بعض الدول العربية. ويتم استهلاكه عن طريق مضغ أوراقه الطرية ورؤوس الأغصان، وتوضع على أحد جانبي الفك وتستحلب لتحدث التأثير المنشط للوصول إلى حالة الانتعاش والانتباه.
وفي هذا الموضوع، سنكشف النقاب عن فوائد القات للقولون، على ضوء ما توصلت إليه الأبحاث العلمية المجراة في هذا الشأن.
![]() |
| فوائد القات للقولون |
فالقات هو أحد النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن، إسمه العلمي: Catha edulis. وقد تم العثور على العديد من المركبات المختلفة في القات بما في ذلك:
- القلويدات
- التربينات
- الفلافونويد
- الستيرول
- الجليكوسيدات
- التانينات
- الأحماض الأمينية
- الفيتامينات
- المعادن
- ثم الفينيل ألكيلامين والكاتدولين التي تصنف ضمن القلويدات الرئيسية التي ترتبط هيكليًا بالأمفيتامين.
لكن هل هذا الأمر يؤشر على كون هذه النبتة لها فوائد بالنسبة للقولون ويبرر إدمان استهلاكها على الرغم من كونها نبتة مخدرة؟.
هل القات يؤثر على القولون؟
بداية لابد من التذكير بأن القولون، المعروف أيضًا باسم الأمعاء الغليظة، يلعب دورًا حيويًا في عملية الهضم عن طريق امتصاص الماء والإلكتروليتات من فضلات الطعام والتخلص منها على شكل براز. يعد الحفاظ على القولون الصحي أمرًا بالغ الأهمية للصحة العامة.
فالدراسات العلمية التي تم إجراؤها خلصت إلى أن تأثير تناول القات على القولون لا يعدو أن يكون تأثيرا سلبيا، لا فائدة له بالنسبة للقولون.
فشجرة القات ترش بالسموم كي يتم تأمين الإنتاج على مدار السنة، من بينها تلك التي تعمل كمبيد حشري، فحينما يتم مضغ أوراق القات فإن السموم التي تحملها النبتة تؤثر على الفم وعلى الإفرازات اللعابية وتقتل البكتيريا النافعة في الفم، وما يحصل في الفم قابل للحصول في القولون، على اعتبار أن الفم منفذ العبور إلى القولون.
ولذلك فالقات الذي تم زراعته وفق طرق الإنتاج الحديثة يقضي بما يحمله من سموم على البكتيريا النافعة في القولون، حيث تسسبب تلك السموم الضرر في جدار الأمعاء والقولون وعملية الهضم مما ينذر بإصابة مستهلكي هذه النبتة بالقولون العصبي أو سرطان القولون.
ولما كان القات يسبب لمتعاطيه الجفاف في الفم فإن الأمر نفسه ينطبق على القولون فيسبب فيه الإمساك، ذلك أن عملية التجفيف الذي تقوم به نبتة القات تقضي على المادة المزلقة على جدار القولون فتجعل خروج البراز شديد الصعوبة مع الشعور بالألم.
صحيح أن لهذه النبتة فوائد طبية على الجسم عموما، لكن بشروط:
- إذا كانت طريقة انباتها طبيعية خالية من المبيدات...
- إذا تم تقنين استهلاكها وعدم الإفراط فيه والاقتصار على استهلاكها في العلاجات
والحدود بين فوائد وأضرار هذه النبتة تتحدد علميا انطلاقا من طرق تناولها ومدة تناولها والكمية المتناولة أو الممضوغة...
وهكذا يمكن القول أن فوائد القات للقولون تبدو منعدمة تماما عكس ما يروج له لتبرير إدمانه، حتى ولو افترضنا جدلا أنها تحتوي عليها فالضرر سيكون أكبر من النفع خاصة أمام عدم ترشيد استهلاكها، وهذا شأن جميع المواد المخدرة.
وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أن القات له بعض الاستخدامات الطبية والشعبية في بعض البلدان قديما، وذلك على شكل شاي أو منقوع وذلك بغلي أوراق النبات مع الماء أو الحليب أو العسل ثم شربه. وبالفعل نقصد استخدامه بكميات قليلة ولمدة محددة بعد التأكد من نموه الطبيعي بعيدا عن المبيدات التي ترش على المزروعات. وقد أصبحت تصنع حديثا من مستخلصات هذه المادة ومستخرجاتها مختلف الأدوية الصناعية.
💬 إذا كانت لديك أسئلة أو إضافات أخرى حول هذا الموضوع، فلا تتردد في مشاركتها معنا في المكان المخصص للتعليقات أسفله.

تعليقات
إرسال تعليق